Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مجلة آفاق تربوية ثانوية المسيرة الخضراء مكناس revue AFAK TARBAWIYA meknes lycée MASSIRA

رفقة عطرة ـ أسماء الشرايبي ـ ج م ع 1

رفقة عطرة ـ أسماء الشرايبي ـ ج م ع 1

رفقة عطرة

أسماء الشرايبي

أتذكر كما لو كان بالأمس، يوم التقيت بأعز أصدقائي. لقد كان الجو ممطرا والسماء ملبدة بالغيوم، و كنت متجها كعادتي إلى المدرسة، وقد تبللت ملابسي. بعد هنيهة رأيت أن الغيث قد توقف، لكنه لم يتوقف بل كانت مظلة زميلي بالقسم هي التي تحجبه عني. و منذ ذلك الحين، انبثقت بيننا صداقة بريئة، أنا كظله، وهو كذلك كظلي، نتنزه معا، ننجز الواجبات المدرسية معا، نذهب للصلاة معا...

و ذات يوم، ونحن في طريقنا إلى المدرسة، احتدم صراع صغير بيننا، تخاصمنا، و أبى كل واحد منا أن يبادر بالصلح. ومرت الأيام، ونحن على خلاف، حتى جاء يوم تشجعت وأقدمت فيه على طلب السماح، فصعقت حين رفض أن يصالحني، لأنه ليس من عادته أن تكون ردة فعله هكذا. ولذلك عملت على معرفة السبب. بدأت أتحرى تحركاته، ومن خلال استفسار زملائي عليه، علمت أن زميلا لنا بالقسم هو الذي يوسوس له، ويحرضه ضدي، فبقيت منشغلا ساهرا الليالي باحثا عن حل يعيده لي. وهكذا جاءتني فكرة بأن أهديه شيئا يحبه. قلت لنفسي: "بما أنه يحب القراءة فلم لا أشتري له كتابا مفيدا وممتعا." هكذا نفذت الأمر، وبمساعدة من والده استطعت الفوز بمسامحته. ومنذ ذلك اليوم عملت جاهدا على إبعاده عن رفيق السوء، فقد وصانا الرسول صلى الله عليه وسلم وحثنا على الابتعاد عن أمثاله بقوله : "مثل الجليس الصالح و جليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير".

ولو لم يكن هذا الصديق خيّرا لما تشبثت به، فقد كانت صحبته العطرة نقطة بداية لصفحة جديدة من حياتي، ونقطة انتقالي من منغلق إلى منفتح، من خمول إلى مجد، من طفل إلى عاقل، من متهور إلى مسؤول، تحسنت علاقتي بأسرتي بشكل ملحوظ، وبشكل عام صارت حياتي منظمة.

وقد كان صديقي هذا ذا أخلاق رفيعة، وصفات نبيلة، وقيم ومبادئ طيبة، وكان ينصحني، ويقدم لي يد العون، وفي أوقاتي العصيبة أجده يساندني دون أن أسأله حتى . نعم الصديق هو، ونعم الأخ هو.

Retour à l'accueil
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article